Lencana Facebook

العيب في الإعراب



وقد يضطر الشاعر فيسكن ما كان ينبغي له أن يحركه، كقول لبيد:
ترَّاكُ أَمْكنَةٍ إذَا لَمْ أَرْضَهَا ... أَوْ يَعْتلِقْ بَعْضَ النُّفُوِس حِمَامُهَا
يريد: أترك المكان الذي لا أرضاه إلى أن أموت، لا أزال أفعل ذلك.
وأو هاهنا بمنزلة حتى. وكقول امرىء القيس:
فاليوْمَ أَشْرَبْ غَيْرَ مُسْتَحِقبٍ ... إثماً مِنَ اللهِ ولاَ واغِلِ
هَلْ بالدِّيارِ أنْ تُجِيبَ صَمَمْ ... لَوْ أنَّ حَيًّا نَاطِقاً كَلَّمْ
يَأْبِى الشَّبَابُ الأقُوَرِينَ ولاَ ... تَغبِطْ أَخاكَ أَنْ يُقَالَ حَكَمْ
قال أبو محمد: وهذا يكثر، وفيما ذكرت منه ما دلك على ما أردت من اختيارك أحسن الروى، وأسهل الألفاظ، وأبعدها من التعقيد والاستكراه وأقربها من إفهام العوام. وكذلك أختار للخطيب إذا خطب، والكاتب إذا كتب. فإنه يقال: أسير الشعر والكلام المطمع، يراد الذي يطمع في مثله من سمعه، وهو مكان النجم من يد المتناول.
قال أبو محمد: وقد أودعت كتاب العرب في الشعر أشياء من هذا الفن ومن غيره، وستراها هناك مجموعةٌ كافيةٌ، إن شاء الله عز وجل.

0 komentar:

Posting Komentar

أهلا وسهلا في رحاب الآداب العربية مع حليمي زهدي.