
هو زياد بن معاوية، ويكنى أبا أمامة، ويقال أبا ثمامة، وأهل الحجاز يفضلون النابغة وزهيراٍ.
وقال شعيب بن صخر: سمعت عيسى بن عمر ينشد عامر بن عبد الملك المسمعي شعر النابغة، فقلت: يا أبا عبد الله، هذا والله الشعر، لا قول الأعشى:
لَسْنا نُقاتِل بالعُصِ ... ىِّ ولا نُرامِى بالحِجارَهْ
ويقال: كان النابغة أحسنهم ديباجة شعرٍ، وأكثرهم رونق كلامٍ، وأجزلهم بيتاً، كان شعره كلاماً ليس فيه تكلف، ونبغ بالشعر بعد ما احتنك، وهلك قبل أن يهتر.
قال: وكان يقوي في شعره، فعيب ذلك عليه وأسمعوه في غناء:
أَمِنَ الِ مَيَّةَ رائِحٌ أَو مُغْتَدِ ... عَجْلانَ ذا زادٍ وغَيْرَ مُزوَّدِ
زَعَمَ البَوَارِحُ أَنَّ رِحْلتَنَا غَداً ... وبذاك خَبَّرَنا الغُدافُ الأَسْوَدُ
ففطن فلم يعد.
ظَرَت إِليْكَ بحاجةٍ لم تَقْضِها ... نَظَرَ السَّقِيمِ إلى وُجُوهُ العُوَّدِ
يقول: نظرت إليك ولم تقدر أن تكلمك، كما ينظر المريض إلى وجوه عواده، ولا يقدر أن يكلمهم.
ويستجاد له قوله:
تُكَلِّفُني أَنْ يَفْعَلَ الدَّهْرُ هَمَّهَاوهَلْ وَجَدَتْ قَبْلى على الدَّهْرِ قادِرَا
ومما أكفأ فيه قوله في قصيدةٍ مجرورة، أولها:
قالت بنو عامِرٍ خَالُوا بَنِي أَسَد ... يا بُؤْسَ للجَهْل ضَرَّاراً لأَقْوَامِ
وقال فيها:
تَبْدُو كَوَاكِبُهُ والشَّمْسُ طالِعَةٌ ... لا النُّورُ نُورٌ ولا الإظْلامُ إظلامُ
وقال في قصيدته التي أولها:
أَمِنَ الِ مَيَّةَ رائِحٌ أَو مُغْتَدِ
وبذاك خَبَّرَنا الغرابُ الأَسْوَدُ
0 komentar:
Posting Komentar