Lencana Facebook

عمر بن أبي ربيعة

ِهو عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، من بني مخزوم. ويكنى أبا الخطاب. وأبو جهل بن هشام بن المغيرة ابن عم أبيه. وأم عمر بن الخطاب حنتمة بنت هاشم بن المغيرة ابنة عم أبيه. وكان أبوه عبد الله يلقب بحيراً.
وأخوه الحرث بن عبد الله بن أبي ربيعة يلقب القباع، في ولايته بالبصرة، فلقب به، وفيه يقول الفرزدق:

أَحارثُ دارِي مَرَّتيْنِ هَدَمْتَها ... وأَنْتَ ابنُ أُخْتٍ لا تُخافُ غَوَائلُهْ
وله أخٌ آخر يقال له عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة، كان أحول، وتزوج أم كلثومٍ بنت أبي بكر بعد موت طلحة، فولدت له وللحارث عقب، ولا عقب لعمر. وكانت أمه نصرانية، وهي أم إخوته.
وكان عمر فاسقاً، يتعرض للنساء الحواج، في الطواف وغيره من مشاعر الحج، ويشبب بهن، فسيره عمر بن عبد العزيز إلى الدهلك، ثم ختم له بالشهاده. قال عبد الله بن عمر فاز عمر بن أبي ربيعة بالدنيا والآخرة. غزا في البحر فأحرقوا سفينته، فاحترق.
وكان يشبب بسكينه، وفيها يقول كذباً عليها
قالَتْ سُكَيْنَةُ والدُّمُوعُ ذَوَارِفٌ ... منْها على الخَدَّيْنِ والجِلْباب
لَيْتَ المُغيرِىَّ الذي لم نَجْزِه ... فيما أَطالَ تَصَيُّدي وطلاَ بي
كانَتْ تَرُدُّ لنا المُنَى أَيَّامَهُ ... إذْ لا يُلامُ على هَوًى وتَصابي
خُبِّرْتُ ما قالَتْ فبِتُّ كأَنَّما ... يُرْمى الحَشَا بنَوَافذ النُّشَّاب
أَسُكَيْنَ ما ماءُ الفُرَان وطِيبُهُ ... مِنَّا على ظَمَأٍ وحُبِّ شَرَاب
بأَلَذَّ منْكِ وإِنْ نأَيْتِ وقَلَّما ... تَرْعَى النِّساءُ أَمانَةَ الغُيَّاب
وشبب بابنة لعبد الملك بن مروان وهي حاجة، ولها يقول:
افعَلِي بالأَسِيرِ إِحْدَى ثَلاثٍ ... وافْهَميهِنَّ ثمَّ رُدِّي جَوَابي
اُقْتُليه قَتْلاً سَرِيحاً مُرِيحاً ... لا تَكوني عليه سَوْطَ عَذَاب
أَو أَقِيدي فإِنَّما النَّفْسُ بالنَّف ... سِ قَضاءً مُفَصَّلاً في الكتَاب
أَو صليه وَصْلاً يَقِرُّ عليه ... إِنْ شَرَّ الوِصالِ وَصْلُ الكِذَابِ
في أبيات كثيرة، فأعطت الذي أتاها بالشعر لكل بيتٍ عشرة دنانير! والتقى عمر بن أبي ربيعة وجميل، فتناشدا، فأنشده عمر بن أبي ربيعة:
ولَمّا تَوَافَيْنا عَلمْتُ الذي بها ... كمثْلِ الذي بي حَذْوَكَ النَّعْلَ بالنَّعْلِ
فقالَتْ وأَرْخَتْ جانبَ السَّتْرِ إِنَّمامَعِي، فَتكَلَّمْ غَيْرَ ذي رِقْبَةٍ، أَهْلِي
فقُلْتُ لها ما بي لَهُمْ من تَرَقُّبٍ ... ولكِنَّ سِرِّي لَيْسَ يَحْمِلُهُ مثْلِي
يقول لا يصلح أن يحمله إلا أنا ولا يصلح أن يحمله غيري، ومثله في الكلام هذا الأمر لا يحمله حامل مثلي. فأستخذى جميل وصاح هذا والله ما أرادته الشعراء فأخطأته وتعللت بوصف الديار! ويستحسن له قوله في المساعدة:
وخِلٍّ كُنْتُ عَيْنَ النُّصْحِ منه ... إِذا نَظَرَتْ ومُسْتَمِعاً سَمِيعَا
أَطافَ بِغَيَّةٍ فنَهَيْتُ عنها ... وقُلْتُ له أَرَى أَمْراً شَنِيعَا
أَرَدْتُ رَشَادَهُ جُهْدي فلمَّا ... أَبَى وعَصَى أَتَيْناها جَميعا
ويستحسن له قوله في نحول البدن:
رَأَتْ رَجُلاً أَمَّا إِذا الشَّمْسُ عارَضَتْ ... فيَضْحَى وأَمَّا بالعَشىّ فيَخْصَرُ
قَليلاً على ظهْرِ المَطيَّةِ شَخْصُهُ ... خَلاَ ما نَبَى عنه الرّداءُ المُحَبَّرُ
وأحسن منه قول المجنون في نحول البدن:
أَلا إِنَّما غادَرْتِ يا أُمَّ مالك ... صَدىً أَيْنَما تَذْهَبْ به الرّيحُ يَذْهَب
وممن أفرط في هذا المعنى رجل من الأعراب، قال:
ولَوْ أَنَّ ما أَبْقَيْتِ مِنّي مُعَلَّقٌ ... بعُود ثُمَامٍ ما تَأَوَّدَ عُودُها
ونحوه قول عبيد بن أيوب العنبري وذكر ناقته:
حَمَلْتُ عليها ما لَوَ أنَّ حَمَامَةً ... تُحَمَّلُهُ طارَتْ به في الجَفَاجِف
رُحَيْلاً وأقْطاعاً وأَعْظُمَ وامِق ... بَرَى جِسْمَهُ طُولُ السُّرَى والمخَاوِفِ
ويستحسن لعمر قوله
إنَّ لي عنْدَ كُلِّ نَفْحَةِ رَيْحا ... نٍ منَ الجُلِّ أو منَ الياسَمِينا
اِلْتفاتاً ورَوْعَةً لَكِ أرْجُو ... أَنْ تَكُونِي حَلَلْتِ فيما يَلينَا
وحج عبد الملك بن مروان فلقيه عمر بن أبي ربيعة بالمدينة، فقال له عبد الملك يافاسق! قال بئست تحية ابن العم على على طول الشحط! قال يا فاسق، أما أن قريشاً لتعلم أنك أطولها صبوةً وأبطؤها توبةً ألست القائل:
ولَوْلا أن تُعَنِّفَنيْ قُرَيْشٌ ... مَقَالَ الناصحِ الأَدْنَى الشَّفيق
لَقُلْتُ إِذا الْتَقَيْنا قَبِّلينِي ... ولَوْ كُنَّا على ظَهْرِ الطَّريقِ
وكان أخوه الحارث خيراً عفيفاً، فعاتبه يوماً من الأيام، قال عمر وكنت يومئذٍ على ميعاد من الثريا، قال فرحت إلى المسجد مع المغرب، وجاءت الثريا( للميعاد)، فتجد الحرث مستلقياً على فراشه، فألقت بنفسها عليه وهي لا تشك أنى هو! فوثب وقال من أنت؟ فقيل له الثريا،فقال ما أرى عمر انتفع بعظتنا! قال وجئت للميعاد ولا أعلم بما كان،فأقبل عليَّ وقال ويلك،كدنا والله نفتن بعدك، لا والله إن شعرت إلاَّ و(الثريا) صاحبتك واقعة علىَّ، فقلت لا تمسك النار بعدها أبداً!!فقال عليك لعنة الله وعليها.
فلما تزوج سهيل بن عبد الرحمن بن عوفٍ الثرياّ قال عمر:
أَيُّها المُنْكِحُ الثُّريّا سُهَيْلاً ... عَمْرَكَ اللهَ كَيْفَ يَجْتَمعانِ
هيَ شأْميَّةٌ إذَا ما استَقَلَّتْ ... وسُهَيْلٌ إِذَا استَقَلَّ يَمانِ؟


0 komentar:

Posting Komentar

أهلا وسهلا في رحاب الآداب العربية مع حليمي زهدي.