Lencana Facebook

تاریخ الكِتابة العربیة


الفصل الأوَّل
- أولا: أَصْلُ الكِتابة العربیة بیْن الأُسْطورة والنُّقوش الأَثَرِیة.
أ- أصل الكِتابة العربیة من خلال الأسطُورة والإخباریین.
ب - أصل الكِتابة العربیة من خلال النُّقوش الأثَریة.
الْخَطُّ الجَنُوبي: خَصَائِصُھُ ومُمَیِّزَاتُھُ الخَطُّ الشَّمَالِي:
خَصَائِصُھُ ومُمَیِّزَاتُھُ: بیْن السُّریانیة والعربیة. بیْن
النَّبَطِیَّة والعربیة.
ت - النُّقُوشُ العَرَبیة قبْل الإِسْلام: نَقْش زَبَد نَقْش أَسِیس. نقْش
حَرَّان. نَقْش أُم الجِمال الثاني.



.661 / ثانیا: الكِتَابَة في المَرحلة الإسلامیة 610
أ - قُبَیْل الإسلام
.( 632 / ب - ظُھور الإسْلام: الفَتْرَة النَّبَویة ( 610
661 م ). عھد أبي بكر، / ت - ظُھور الإسْلام: العَصْر الرَّاشِدي ( 632
عھد عُمر بن الخطاب وعھد عثمان بن عفّان: من القرآن إلى
المُصحف، عھد علي بن أبي طالِب.
ج - نُصُوصٌ وخُلاَصَاتٌ.
750 م) - 132 ھ / 661 - ثالِثا: الكِتابة في العَصْر الأُمَوِي ( 40
أ - ظُھور الشَّكْل / النَّقْط في الكِتابة.
ب- أَبُوالأَسْوَد الدُّؤَلِي ( تُوفِيَ 69 ھ/ 689 م) وتَعمیم الشَّكْل.
ت - تَلاَمِیذُ أبي الأسود: ظُھُورُ الشَّدَّة.
ج - بَعْضُ الْنُّصُوصِ الأُمَوِیَّة.
846 م). - 232 ھ / 750 - رَابِعا: الْعَصْر الْعَبَّاسي الأَوَّل ( 132
أ - الإِعْجَام.
ت - الشَّكْلُ: الْخَلِیلُ (توفي 175 ھ/ 792 م) والْحَلُّ النِّھَائِي.
الفصل الأوَّل
نشأة الكِتابة العربیة
مقدِّمة: كَثیرون ھم الذین لا یمیَّزون، بیْن الكِتابة والخط، وسوف یعتقدون أنّنا سوْف نتحدّث عن
الخط كفنّ. كنا نتمنَّى ذلك لكنھ لیْس بإمكاننا. سوْف نتطرَّق إلى الكِتابة العربیة كأَداة تَعبیر
وتواصُل، دون التطرُّق إلى جانِبھا الإبداعي الزُّخرفي الّذي ھوالخط. وأوّل سؤال نبدَأ بھ ھوعن
أصل الكِتابة العربیة من أیْن جاء؟
أوَّلا: أَصْلُ الكِتابة العربیة بیْن الأُسْطورة والنُّقوش الأَثَرِیة.
في بحثنا عن جُذور الكِتابة العربیة یُمكننا الحَدیث عن مُقارَبتیْن اثنتین: الأُولى ھي مُقاربة
أُسطوریة لیْست لھا أیةُ قِیمة عِلمیة. والثانیة ھي مُقاربة عِلمیة تاریخیة أثریة.
أ - أصل الكِتابة العربیة من خلال الأسطُورة والإخباریین.
تكاد تختصر ھذه المُقاربة تَفسیرھا لأصل الكِتابة العربیة، بقوْلھا: " إنّھا وحي من اللھ"
وھو"تَفسیر" یؤوِّل آیتیْن قرآنیتیْن من سورة البقرة لیْس إلاّ.
- الآیة 31 :" وعَلَّم آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّھَا ثُمَّ عَرَضَھُمْ عَلَى المَلاَئِكَةِ"
- الآیة 33 :" قَالَ یا آدَمُ أَنْبِئْھُمْ بِأَسْمائِھِمْ"
لن ندخُل في نِقاش حوْل صِحة ھذا التَّأویل أوعدم صحتھ ونكتفي بالقوْل إن مَفھوم الوحي
الإلھي الَّذي أنتج الكِتابة لا یدخُل في سِیاق العلم لسبب بَسیط ھوعدم إمكانیة دِراستھ.
ھذه المُقارَبة الّتي تجعَل الكِتابة العربیة ذات مَصدر خارجي غیْر إنساني، نجدھا في كِتابات
مَجموعة من إخباریینا وأھمھم:
- القَلْقشندي في كِتابھ " صُبْحُ الأَعْشَى في صِناعة الإنشاء" ج 3 ص 10 یدَّعي أنّ آدم ھوأول من
كتَب بالعربیة.
- ابن عبد ربھ الأندلسي في كِتابھ " العِقْدُ الفَرید" ج 3 ص 157 یزعُم أنّ النبي إدریس ھوأول من
كتَب بالعربیة. ثم یعود، أسطُرا بعد ذلك، لیقُول إنّ النبي إسماعیل ھوأول من كتَب بالعربیة.
- محمد بن جَریر الطَبَري في كِتابھ" تاریخ الرُّسُلِ والمُلُوكِ" المَعروف أیضا تحت عِنوان "
تاریخ الأُمَمِ والمُلُوكِ" ج 1ص 167 یزعُم أنّ "وّخْنُوخ - إنُوخ؟" ھوأول من كَتَب بالعربیة.
تَعلیق: ما یقُولھ الإخباریون یُثیر انتباھنا من جانِبیْن:
الأوّل: ھوكَوْن السؤال الَّذي یَطرَحونھ عن (أول من كتب) سؤال لا مَعنى لھ، بحكْم أنّ الكِتابة لا
یُمكن أنْ تكُون من اختراع إنسان واحد حتى وإنْ كان نبیا.
والثاني: ھوكوْن التضارُب في الآراء راجع إلى ضُعف النقد التاریخي في كِتاباتھم. فھم یُعطون
الخبر كما نُقِلَ إلیْھم دون تَدقیق. وكما یَقول الطَّبري " وقَدْ أدَّیْنَاهُ (الخَبَر) إِلَیْكَ كَمَا أُدِّيَ إِلَیْنَا"
ب- أصل الكِتابة العربیة من خلال النُّقوش الأثَریة.
لم تبدَأ البُحوث الأثریة حوْل ھذا المَوضوع إلاّ في القرن التاسِع عَشر المِیلادي. ومن خلال
الدراسات الَّتي أُجریَت نجد أنّ بلاد العرب عرفت نوعیْن مُتبایِنیْن من الكِتابة. الأول یُعْرَفَ بِ
"الخَطِّ الجَنُوبي" والثاني یُعْرَفُ بِ"الْخَطِّ الشَّمالي". فما ھي المُمیِّزات الخاصة لكلٍّ مِنھما؟
ومن منھما ھوأصل للكِتابة العربیة؟
الْخَطُّ الجَنُوبي: خَصَائِصُھُ ومُمَیِّزَاتُھُ.
ھومَجموعة من الخُطوط المُتشابِھة. أشھرھا ھوالخط الْحِمْیَرِي. وھوخط استعملھ سكان جنوب
بلاد العرب لأكثر من ألف سنة في الیمن وغرب عُمان وجنوب السعودیة حالیا. أما خَصائصھ
فیُمكن إجمالھا فیما یلي:
1 - حُروفھ مُنفصِلة غیر مُتَّصِلة: أَيْ أنَّ كلمة "مُحَمَّد" في ھذه الكِتابة ستكون ھكذا"م ح م د". إنّ
ھذا الانفصال في الحروف یطرَح مُشكِلة كَبیرة بحیْث لا نعرِف أیْن تبتدأُ الكلمة ولا أیْن تنتھي.
وفي فَترات لاحِقة بدؤوا یضَعون خطا مائلا ( / ) حتى یفصِلوا بیْن كَلمة وأُخْرى.
-2 حرف الراء ھوالحرف الوَحید الَّذي یُشبھ الحُروف العربیة الحالیة. وھوشيء یجعَلنا نفھَم
ما یُقَالُ ولا نفھَم ما یُكْتَبَ.(امرئ القیس مثلا)
-3 لیْس لھذا الخطِّ اتِّجاه واحد في الكِتابة. فھویُكْتَبُ من الیمین إلى الیسار وعند الرُّجوع إلى
السطر یختلف اتِّجاه الكِتابة لیُصْبِحَ من الیسار إلى الیمین. وفي بعض النُّقوش نجد اتِّجاه
الكتابة من الأعلى نحوالأسفل. وكل ھذا صعب القبول كأصل للكِتابة العربیة.
-4 في ھذه اللغة نجد جمع المُذكَّر والمُؤنَّث السالمیْن وكذلك جمْع التَّكسیر. وھوشيء مُطابق
للعربیة.
-5 الخط الحِمْیَري یتكوَّن من 29 حرفا تُكْتَبُ فیھ الصَّوامِتُ بدون الحركات القَصیرة.
-6 في ھذه الكِتابة یظھَر وزن " أَفْعَلَ " الحالي على وزن "ھَفْعَلَ" أيْ بدلا من " أَخْرَجَ " نجد "
ھَخْرَجَ " وھذا یَعني أنّ ھذه اللُّغة تأثَّرتْ بالعِبْرِیة والإثیوبیة.
وعند انھیار سد " مَأْرِب" في الیمن، ھاجَر الناس، على شكل مَوجات بشریة، إلى شَمال بلاد العرب.
وقد استقر جزء كَبیر منھم في یَثْرِبِ (المَدینة).
1355 م ) / المؤرِّخ الكَبیر ابن خلدون الَّذي زار ھذه المَنطقة خِلال رِحلتھ شرقا وغربا ( 1354
یقول " كَانَ بالِغا مَبْلَغَھُ مِنَ الإحْكَامِ والإتْقانِ والْجَوْدَةِ في دَوْلَةِ التَّبَابِعَةِ لِمَا بَلَغَتْھُ مِنَ الحَضارة
والتَّرَفِ وھوالمُسَمَّى بالخَطِّ الحِمْیَري"
نخلُص إلى القوْل إنّ الدراسات العلمیة الأثریة، استنادا على الخَصائص الَّتي ذكرناھا، تستبعد
أنْ یكون الخط الجنوبي أصلا للكِتابة العربیة.
الخَطُّ الشَّمَالِي: خَصَائِصُھُ ومُمَیِّزَاتُھُ.
كان شمال الجَزیرة العربیة مُرتبِطا بالحَضارات المُجاوِرة (
العراق/مصر/ الشام) وانتشرت بھ مَجموعة من اللُّغات
والخُطوط كلھا من أصل سامي مثل العِبْریة والآرامِیة
والسُّرْیانیة والنَّبَطیة. وھذان الأخیران سنتوقَّف عندھما بشيء
من التَّفصیل.
بیْن السُّریانیة والعربیة
لكونھما من نفس المَجموعة اللُّغویة، یوجد تشابُھ كَبیر بیْن
ھاتیْن اللُّغتیْن. وبما أنّ ما یھمنا في ھذا البحث ھي
الخَصائِص المُشترَكة بیْن الخطیْن، فإنَّنا سنتوقَّف قَلیلا
عندھا لِنجد:
-1 كلُّ حرف في السُّریانیة لھ ثلاثة أشكال مُختلِفة قَلیلا في
الكِتابة حسب مَوقِعھ في أوَّل، وسط أوآخِر الكلمة. وھونفس
الشيء في العربیة.
-2 حُروف: الدال والراء والألف والواو( د/ر/ا/و) لا ترتبط من جِھة
الیسار بباقي الحروف. نفس الشيء نجده في العربیة.
-3 حرف الباء والجیم والدال والكاف والنون والعین والفاء
والصاد، تُكْتَبُ بنفس الطَّریقة في الخطیْن.
-4 باقي الحُروف في الخطیْن تختلف تماما عن بعضھا.
ھناك من القُدامى من لاحظ شِدة الشبھ بیْن الخطیْن. فھذا
البَلاَذِري في " فُتُوح البُلْدَان" ق 3 ص 579 یقُول:" إِنَّ القَلَمَ العَرَبِي
الشَّمَالِي قَدْ قِیسَ عَلَى ھِجَاءِ السُّرْیَانِیِّةِ". وإذا كان البلاذري في
ھذه المُلاحظة لا ینطلِق من أیة حُمولة إیدیولوجیة، فإن
الباحِثین المُحدثین، خُصوصا باحِثوالقرن التاسع عشر،
یتوقَّفون عند نفس الاستنتاج لأسباب إیدیولوجیة محضة، أولھا
ارتباط السریانیة بالمَسیحیة. وھم بالتالي یرفُضون البحث في
الآرامیة وفَصیلھا النبطي.
بیْن النَّبَطِیَّة والعربیة
النبطیة كَخط ینحدِر من الكِتابة الآرامیة فھوقد تطوَّر منھا
في القرن الثاني قبل المِیلاد. وفي القرن الأول قبل المِیلاد بدأ
یستقلُّ بنفسھ ویأخُذ ممیِّزاتھ الخاصة بھ. من خلال النُقوش
الأثریة النبطیة الَّتي تَزید على ثلاثة آلاف نقش نستخلص
الممیِّزات الآتیة:
-1 النبطیة تُكْتَبُ دائما من الیمین إلى الیسار مثل العربیة.
-2 النبطیة فیھا إثنان وعِشرون حرفا كلھا مَوجودة في
العربیة كذلك.
-3 الحُروف المُتَّصِلة وغیر المتصلة من جِھة الیسار ھي نفسھا
في الكتابتیْن.
-4 الألف في بعض الأسماء والكلمات تسقُط ولا تُكْتَبُ فنجد
مثلا: "حرث" بدَلا من "حارث". نفس الظاھرة مَوجودة في
العربیة.
-5 تاء الثَّأنیث المربوطة تُكْتَبُ مَبسوطة: أي "زوجت" بدلا من
"زوجة". نفس الظاھرة نجدھا في العربیة.
-6 غِیاب نُقط الإعجام فحروف مثل: ب / ت / ث / ن / ی تُكْتَبُ
بدون نُقط وھوشيء نجده في العربیة.
-7 حرف لا (لام ألف) غیر مَوجود في النبطیة. في العربیة تأخَّر
كَثیرا ظُھور ھذا الحرف.
-8 التَّعریف ب "اَلْ " مَوجود في النبطیة والعربیة.
كل _¼_@ ¼_Œ ھذه الخَصائص المُشتركَة بیْن الكتابتیْن جعَلت بعض
المتخصِّصین یعتبرون أنّ الكِتابة النبطیة ھي أصل للكِتابة
العربیة. فھذا الأستاذ یَحْیَى خَلِیل نَامَھ 1 یقول : " الخط العربي
ھوآخِر حَلَقة في تطوُّر الخط النبطي" ونفس الفِكرة تَقریبا
یعبَّر عنھا مَحْمُود فَھْمِي حِجَازِي 2 بقولھ إنَّ الأنباط " أوَّل شعب
عربي كتَب وھوأوَّل من علّم باقي العرب الكِتابة". وقبْل أنْ نَمُرَّ
إلى دِراسة النُّقوش الأثریة العربیة، لاَبُدَّ أنْ نتوقَّف قَلیلا
لنتعرَّف على الأَنْبَاط.
من ھم الأنباط؟
الأنباط ھم عرب رُحَّل عاشوا في جَنوب العراق وجَنوب سُوریا
وفي شَمال السَّعودیة، وفي الأردن وفلسطین وشبھ جَزیرة
سیناء. احترفوا الزِراعة والتِّجارة لكونھم في مُلتقى الطُّرق
التجاریة العالمیة في ذلك الوقت والَّتي سیْطروا علیھا تَماما
ابتداء من مُنتَصف القرن الرابِع قبل المِیلاد. وما بیْن القرن
1 85   
2 182
الثاني قبل المِیلاد والقرن الثاني بعد المِیلاد ( أربعة قُرون)
كانت لھم دولة قَویة جدا سیْطرت على طُرق القَوافِل القادِمة من
صَنْعَاء ومَكَّة ویَثْرِب ( المَدینة) وكذلك من العراق. وحَكَمت
مَدَائِن صَالِح ودِمَشْق. بَنَتْ مَدِینة البَتْرَاء. وقد حافَظ ھذا الشعب
على رَوابِط قویة مع عرب الجَزیرة. وإنْ كنا غیر متأكِّدین من
أنَّ الأنباط ھم حقا من بَنَى مَدینة بابِل فإنَّنا مُتأكِّدون من أنَّھم
ھم الَّذین بَنَوا أَرْوَعَ مِعمار عربي على الإطلاق وھومَدِینة "
الْبَتْرَاء " وھي مَدینة تُوجد في الأردن، سَبعین كِیلومترا جَنوب
البحر المَیَّت، وھي عِبارة عن مَدینة مَنحوتَة داخِل جبل. وقد
تحدّث القرآن عنھم وعن مَدینتھم في سورة 26 (الشُّعَراء) آیة
149 وعاب علیْھم كَثرة التَّرَف بقولھ: " وتَنْحِتُونَ مِنَ الجِبَالِ
بُیُوتًا فَرِھِینَ " أيْ دُونَ الحاجة إلیْھا ولكن فقط بِدافِع الافتخار.
ومنھم قوْم النبي ھُود وصالِح المَذكورین في القرآن. إنّ مُمارَسة
الأنباط للتِّجارة الَّتي تحتاج إلى تَسجیل البیْع والشراء
والقُروض، وتَأسیس دُوَل تحتاج إلى دَفاتِر وسِجلات للمَداخیل
، الَطة شُعوب مُتقدِّمَة بالإضافة إلى مُخ ، والمَصاریفوالقوانین
كلُّ ھذا ساعَد ھذا الشعب العربي لكي یكُون بحق أوَّل شعب
عربي كَتب في شَمال الجَزیرة.
إنّ كلَّ ما رأَیْناه من تشابُھ، یصل حد التطابق، بین الكِتابة
النبطیة والعربیة، تعزِّزه النُّقوش الأثریة العربیة الَّتي ھي
مَوضوع الفقرة التالِیة.
النُّقُوشُ العَرَبیة قبْل الإِسْلام.
وصلتْنا مَجموعة من النُّقوش العربیة من القرن السادس
المِیلادي أغلبھا من جَنوب سُوریا. وفي ھذا الدرْس سنتطرَّق
إلى 1= نقْش زَبَد، 2= نقْش أَسِیس. 3= نقْش حَرَّان. 4= نقْش أُمّ
الجِمال الثانِي. آخِذین في ذلك الاعتبار الكرونولوجي.
- نقْش زَبَد (أُنْظُر اللَّوْحة المُرافِقة)
یرجِع إلى سنة 512 م وزَبَد ھي مَنطقة تُوجد جَنوب شَرْق حَلَب.
وھوعِبارة عن سطر واحدٍ كُتِبَ على جِدار واجِھة كَنیسة
مَسیحیة ( أُنْظُرْ النقْش في اللَّوحة المُرافِقة) وقد جاء فیھ:" ...ر
الالھ سرحوبر ا مع منفووھلیا برمر القس/// وسرحوبر
سعدووستروسریحو..." ھذا السطر یحتوي على مَجموعة من
الأسماء الشخصیة ھي ربَّما لمن بَنَوْا أوأمَروا ببناء الكَنیسة.
- نَقْش أَسِیس (أُنْظُرْ اللَّوحة المُرافِقة)
یَعود إلى سنة 528 م وأَسِیس ھوجَبَلٌ على بُعْدِ مِئة كِیلومتر
جَنوب شَرق دِمَشْق. وھوعِبارة عن نص عربي صَغیر من أربعة
أسطر قَصیرة. وقد جاء فیھ: " ابراھیم بن مغیرة الأوسي
أرسلني الحارث الملك على سلیمان مسیلحة سنة 423 " النص
واضِح جدا وقِراءتھ سَھلة أیضا وكل الأسماء والوَقائع الَّتي
یذكُرھا مَعروفة في تاریخ سُوریا.
- نَقْش حَرَّان (أُنْظُرْ اللَّوحة المُرافِقة)
یَعود إلى سنة 568 م. وحَرَّان ھي مَركز حَضاري مُھم جدّا في
جَنوب تركیا. وقد وُجِدَ ھذا النص في حُطام كَنیسة وقد جاء فیھ
" ..نا شرحیل بن طلموبنیت ذا المرطول سنت 463 بعد مفسد
خیبر / خبر بعام"
- نَقْش أُمّ الْجِمال الثاني (أُنْظُرْ اللَّوحة المُرافِقة)
ھونقْش یعود إلى أوائل القرن السادِس المِیلادي وھومَكتوب
على الجزء الأسفل من ساریة كَنیسة تُوجد في "حُورَان" جَنوب
سُوریا. وھونص صعب القِراءة وقد جاء فیھ: " الله غفرا لالیھ بن
عبیده كاتب العبید أعلى بنى عمرى تنبّھ عنھ من (یقرؤه)."
من خلال مُقارنة النُقوش الأربعة الَّتي عرضناھا، وأُخرى لم
نعرِضھا، انتھى العُلماء إلى خُلاصات یُمكن إجمالھا فیما یلي:
-1 تشابُھ الحُروف في ھذه النُّقوش وتِكْرَارُھا. مع كون بعضھا
یُشبھ النبطیة أكثر من العربیة.
-2 كل الحُروف العربیة مَوجودة في ھذه النُّقوش باستثناء الزاي
والصاد.
-3 نفس الحُروف المُتَّصلة والمُنفصِلة من جھة الیسار في
النبطیة والعربیة.
-4 الحُروف التالیة: ب / ج / ح / ل / ن / ط، ھي نفسھا في الكِتابة
النبطیة.
-5 الحُروف التالیة: د / ھ / س / ش / ر / ت، ھي أكثر تطوُّرا في
الكِتابة العربیة.
-6 غِیاب نُقط الإعجام تماما كما ھوالحال في النبطیة.
-7 الألف الطَّویلة في بعض الأسماء والكلمات لا تُكْتَبُ في
اللغتیْن، ھكذا نجد: حرث / ابرھیم / بعم، بدلا من: حارث /
ابراھیم / بعام.
خُلاصة عامة
یُمكننا القوْل إنّ الكِتابة العربیة، حسب النصوص والدِّراسات
المُتوفَّرة، لا تنحدِر من الخط الجنوبي بل من الخط الشمالي.
ولیس من السریانیة بل من النبطیة الَّتي ھي فَرْع مُتطوِّر من
الآرامیة.
.661 / ثانیا: الكِتَابَة في المَرحلة الإسلامیة 610
في المَرحلة الإسلامِیة سوف تعرِف الكِتابة العربیة تَطوُّرا
مَلحوظا من حیْث الكم والكیْف. في عرضنا ھذا سوف نتوقَّف
عند كل فترة مع ذكْر تطوُّراتھا وكذا العَوامِل الَّتي أدَّت إلیْھا.
أ- قُبَیْل الإسلام.
كانت الكِتابة تُعْتَبَرُ تَرَفًا في مُجتمَع تغلُب علیھ البَداوة
والتِّرحال. لكن المَناطِق الَّتي كانت تَمُرُّ منھا التِّجارة كانت
تعرِف الكِتابة. فإذا أخذنا مَكَّة كمَركز تِجاري نجد أنّھ كانت لھا
أحلاف واتِّفاقیات مَكتوبة مع القَبائل والمُدن الَّتي كانت تَمُرُّ
منھا القَوافِل. إضافة إلى ذلك فإنَّ العملیات التِّجاریة من بیْع
وشِراء ورَھْن وقَرْض تتطلَّب التَّدوین الكِتابي والمُحافَظة على
السِّجِلاَّت. وھناك دَلائِل كَثیرة على تعاطي الكِتابة في ھذه
الفترة:
-1 حِلْف الفُضُول وحِلْف أَكَلَة الدَّم كانا مَكتوبیْن.
-2 المُعلَّقات السَّبع أوالعَشْر، وھي قَصائد طَویلة، كانت
مَكتوبة ومُعلَّقة على سِتار الكعبة.
-3 في مَكَّة كان العَبید، وما أكثرھم یحمِلون معھم ورقة
المِلكیة أوالحُریة.
-4 وُجود مَجموعة من المَسیحیین والیھود العرب كانوا
یكتُبون بلُغات مُتعدِّدة منھا العربیة.
-5 في مَكَّة قُبَیْل الإسلام كان ھناك فقط سبعة عشر رجلا
یعرِفون الكِتابة والقِراءة. عشرة منھم أصبحوا من أوائل
المُسلمین وھاجَروا فیما بعد إلى یَثْرِب (المَدِینة). وأیضا سبع
نساء حسب البَلاَذِري في "فُتُوح البُلْدان" ق 3 ص 580
.( 632 / ب - ظُھور الإسْلام: الفَتْرَة النَّبَویة ( 610
یعتبر ظُھور الإسلام شيء بالِغ الأھمیة في كَثرة وتطوُّر
المَكتوب بالعربیة. فمن سنة 610 بِدایة نُزول الوحي / القرآن
إلى سنة 622 تاریخ الھجرة إلى یثرب (المَدینة) نزَلت حوالي
ست وثمانین سُورةً من القرآن من أصل مِئة وأربعة عشر سُورةً.
أي 4613 آیة 3. ھذا یَعني أنَّ أكثر من نصف القرآن نزل بمَكَّة.
وبما أنَّ نبي الإسلام لم یكُن یقرَأ ویكتُب، فإنَّھ كان یستعین ب
"كُتَّاب الوَحْي" الَّذین تعدَّدوا منذ الأیام الأولى لبِدایة نُزول
الوحي. وھذه الكِتابة كانت تُثیر فُضول المُسلمین وغیْرھم
3 
لأنھا لأوَّل مرة یحصُل فیھا العربي على "كِتاب" من أصْل
سماوي.
في الفَترة المدنیة للإسلام سیستمرُّ نُزول القرآن متفرِّقا
وسیَزداد عدد "كُتَّابُ الْوَحْي" من أنصار ومُھاجِرین. وسیبلُغ عدد
السُّوَر المدنیة 28 سُورةً وھي من أطول السُّوَر. أي 1623 آیة
لیصل مُجمَل آیات القرآن إلى 6236 . ومن خلال الأخبار
التاریخیة الّتي وصلتنا نعرِف أنَّ عددا كَبیرا من الصَّحابة،
أوَّلُھم "عبد الله بن مَسْعُود"، كانوا حَریصین على جمع القرآن
بشكِل شَخصي وأنَّ نبي الإسلام قبل وفاتھ راجَع مع بعضھم
النسخ المَكتوبة الَّتي كانوا یملِكونھا. یبقى أنْ نعرِف أنَّ
القرآن حتى وفاة رسول الإسلام لم یكن مَجموعا على شكل
كِتاب بیْن دفتیْن، ولكنھ كان مجزأ ومَكتوبا على جُلُود
الحیوانات والخشب والعِظام وغیْرھا من المَواد البِدائیة.
وتبقى الفَترة النبویة بحق فترة توفرتْ فیھا عِدَّة عَوامِل
ساعدتْ على كَثرة المَكتوب نذكُر منھا 1=القرآن، 2= الحَدیث،
و 3= تصرُّفات رسول الإسلام.
القرآن: صَحیح أنَّ الوحي كان شَفویا ولم یكن كِتابیا. وقد كان
كذلك من جِھة احتراما للطَّبیعة الخاصة للرسول الَّذي لم یكن
بعرِف القِراءة والكِتابة ومن أُخرى احتراما للثَّقافة العربیة
الشفویة. لكن تَدوینھ كِتابةً وبسُرعة كان یتم أوَّلا بأوَّل. وفي
القرآن نفسھ نجد آیات ترفَع من قِیمة الكِتابة والمَكتوب.
وأشھر آیة تتحدَّث عن تَقیید المُعاملات التجاریة كِتابة، ھي
أطول آیة في القرآن وھي الآیة 282 من سورة البقرة 4. تقول الآیة:
" یَا أیُّھَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذَا تَدَایَنْتُمْ بِدَیْنِ إِلَى أَجَلِ مُسَمى فَاكْتُبُوهُ.
وَلْیَكْتُبْ بَیْنَكُمْ كَاتِبٌ بالْعَدْل. وَلاَ یَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ یَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَھُ
الله فَلْیَكْتُبْ. ولْیُمْلِلِ الَّذِي عَلَیْھِ الْحَقُّ ولْیَتَّقِ اللهَ رَبَّھُ، وَلاَ یَبْخَسْ
مِنْھُ شَيْءً. فَإنْ كَانَ الَّذِي عَلَیْھِ الْحَقُّ سَفِیھًا أَوضَعِیفًا أَولاَ
یَسْتَطِیعُ أنْ یُمِلَّ ھُوفَلْیُمْلِلْ وَلِیُّھُ بالْعَدْلِ. وَاسْتَشْھِدُوا شَھِیدَیْنِ
4 280    
مِنْ رِجَالِكُمْ. فَإِنْ لَمْ یَكُونَا رَجُلَیْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ
مِنَ الشُّھَداءِ أَنْ تَضِلَّ إحْدَاھُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاھُمَا الأُخْرَى. وَلاَ یَأْبَ
الشُّھَدَاءُ إذَا مَا دُعُوا. وَلاَ تَسْأَمُوا أنْ تَكْتُبُوهُ صَغِیرًا أَوكَبِیرًا إِلَى
أَجَلِھِ. ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ الله وأَقْوَمُ لِلشَّھَادَةِ وَأَدْنَى ألاَّ تَرْتَابُوا. إلاَّ أنْ
تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِیرُونَھَا بیْنكم فَلَیْسَ علیْكم جُناحٌ ألاَّ
تَكْتُبُوھَا. وَأَشْھِدُوا إِذَا تَبَایَعْتُمْ. وَلاَ یُضَارَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَھِیدٌ. وإنْ
تَفْعَلُوا فَإِنَّھُ فُسُوقٌ بِكُمْ. وَاتَّقُوا اللهَ. ویُعَلَّمُكُمُ اللهُ. وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِیمٌ."
فھْم ھذه الآیة في سِیاقھا اللُغوي( كَثرة استعمال فِعل الأمر
بمُختلف أشكالھ) وسِیاقھا المُجتمعي ( مجتمَع تِجاري)
الحَقیقییْن یُظھر مدى أھمیتھا في انتشار الكِتابة.
- الحَدِیثُ النَّبَوِيُّ: إلى جانِب القرآن، ساھَم الحَدیث النبوي (
أَقْوَالُ رَسُول الإِسْلام) بقدْر كَبیر في كثرة الكِتابة وتطوُّرھا.
فالحدیث ھوإمّا أمر بشيء أونھي عنھ، أووَصِیّة، أوشرْح
وتَفصیل للقرآن. وھوبھذا المَعنى جزء من الدِّین اھتمَّ بھ
المُسلمون كَثِیرا ولكن بشكل أقلَّ من اھتمامھم بالقرآن في ھذه
الفترة. ونجد أَحادیث كَثیرةً تَحُثُّ على الكِتابة.
في البدایة نَھَى رسول الإسلام عن كِتابة الحَدِیث مع القرآن
بدَلیل الحدِیث الَّذي یقُول فیھ " مَنْ _CDُ كَتَبَ عَنِّي شَيْءً غَیْرَ الْقُرْآنِ
فَلْیَمْحُھُ". إلاَّ أنّھ أثناء استماعھ لشَكوى أحد أصحابھ كان كَثیرا
ما ینسى ما یسمَعھ منھ، یقول لھ " استعن بِیُمْنَاكَ عَلَى ذَاكِرَتِكَ"
أيْ أُكتُبْ حتَّى لاَ تَنْسَى. ھذا الحَدیث یُعْتَبَرُ نَسْخًا لحَدیث النھي
السابِق وإذْنا صَریحا بجَواز تَدوین الحَدیث كِتابة. ھذا ما یفسِّر
وجود "صُحُف" كتبھا الصَّحابة، من أمثال "عبد الله بن عَمْروبن
العاص" و"عبد الله بن عُمَر" و"عَلِي بن أبي طالِب"...، في بعضھا
أكثر من ألف حَدیث.
وھناك حَدیث یقُول فیھ رسول الإسلام " قَیِّدُوالْعِلْمَ بالْكِتَابِ "
بمَعنى اكتُبوا العِلم واجْعَلُوه في الكُتُب. وفي حَدیث آخَر
یُوصي ویأمُر كُلَّ المُسلمین بكِتابة "الوَصِیَّة"
- تَصَرُّفَاتُ رَسُولِ الإِسْلاَمِ: إضافة إلى القُرآن والحَدیث تُعْتَبَرُ
تصرُّفات النبي نَموذجا للمُسلم. ونجد في الكَثیر من ھذه
التصرُّفات دَعْوَةٌ غیر مُباشِرة للكِتابة وتعلُّمھا وتدوین الْعُھود
والمَواثیق. ومن التصرُّفات الَّتي نعرِفھا:
- صَحیفة المَدینة: كتبھا النبي بِمُجَرَّدِ وُصولھ إلى "المَدینة"
لتَنظیم العلاقة بیْن المُسلمین والیھود والعرب غیر
المُسلمین.
- فِدَاءُ أَسْرَى بَدْر: خلال مَعركة "بَدْر" وَقَعَ الكَثیر من القُرَشِیِّین
في الأسْر. ومن أجل تَحریرھم، أمر النبي كُلَّ أَسِیر بتَعلیم
عَشَرَةٍ من المُسلمین الكِتابة والقِراءة. وقد كانت الأسبقیة
للأطْفال وللنساء.
- كِتابة عُھود الصُّلح: كان النبي حَریصا على تَدوین كلِّ
العقود الَّتي یوقِّعھا مع القَبائل. ویبقى أشھر صُلْحٍ ھوصُلْح
الحُدَیْبیة وكان مَكتوبا.
- المُراسَلات: احتفظت لنا كُتُب التاریخ بمَجموعة من الرسائل
أرسلھا النبي إلى بعض زُعَماء القَبائل وبعض رُؤَساء الدول
(مصر/ الحبشة) وإلى إِمْبراطوریتي بِیزَنْطَة وَفَارِسَ 5.( أُنْظُرْ
اللَّوْحة المُرافِقة)
- سِجلاَّت الزَّكاة: كانت عِبارة عن أوراق أوأَلْواح تُسَجَّلُ فیھا
مُستحقَّات قَابِضي الزَّكاة.
نخلُص إلى القوْل إنّ ما كُتِبَ في العھد النبوي ربَّما یفُوق
بكَثیر ما كتَبھ العرب من قبْلُ. ولا شكّ أنَّ كَثرة الكِتابة تؤدِّي
إلى تطور الكِتابة وھي نُقطة سنعُود إلیْھا بعد التطرُّق إلى
العصر الراشدي.
661 م ). / ت - ظُھور الإسْلام: العَصْر 0 يف الرَّاشِدي
ساعدتْنا الظُروف في الحُصول على مَجموعة من الوثائق الَّتي
تعُود للعصر الأموي. وبالرغم من أھمیتھا الكَبیرة في
مَوضوعنا إلا أنَّھا وللأسف لا تتعدَّى سنة 72 ھ / 692 م. ومن
مَجموع ھذه الوثائق، اِخترنا ما یلي:
-1 شاھِدة قبر مُعاوِیة وھي تَعود إلى سنة 58 ھ / 678 م وھي من
ستة أسطر قَصیرة ولا تتعدَّى ثَلاثین كَلمة.
-2 شاھِدة قبر ثابِت بن یَزید الأَسْعَدِي/ الأشْعَري وھي تَعود إلى
سنة 64 ھ / 684 م وھي عِبارة عن إثني عشر سطرا أطولھا یتكوَّن
من خمس كَلمات.
-3 النقش الداخِلي لقُبَّة الصَّخْرة وھي تَعود إلى سنة 72 ھ / 692
م.
-4 مَجموعة من الحُروف مأخوذة من عدد من البَرْدِیات تعود إلى
فَترات مُختلفة من العصر الرَّاشِدي والأموي.
ومن خِلال ھذه الوثائق وغیْرھا یُمكن أن نَقول:
-1 الكِتابة العربیة أصبحت كِتابة سَرِیعَةَ وأكثر طَواعیة.
-2 كل الحُروف بدأت تأخُذ شكلھا شبھ النھائي الَّذي نعرفھ
الیوْم.
-3 الألف كحرف مد طَویل لا یُكتب في وسط الكلمة.
-4 بعض الكلمات جزء منھا في آخِر السَّطر والجزء الآخر في
السطر المُوالي.
-5 ظُھورُ بعض نُقَط الإعجام على بعض الحُروف لتَمییزھا من
بعضھا في شاھدة السد ونقش قُبة الصخرة وغیابھا تماما في
شاھدة قبر ثابت والبردیات.
بصِفة عامة، وإلى حدود ھذا العصر، ھناك وضوح أكبر في
الكِتابة العربیة، ومُحاولات جادّة لتَطویرھا وتَسھیلھا مع عدم
اِنضباط الجَمیع لمُحاوَلات التَّوحید. ھذه الجھود في النَّقط
ستعرِف شكلھا النھائي في العصر العباسي الأوَّل على ید
العالِم اللُّغوي الكَبیر الخَلِیل بن أحمد الفراھدي.
846 م) - 232 ھ / 750 - رَابِعا: الْعَصْر الْعَبَّاسي الأَوَّل ( 132
اجتمعتْ ظُروف كَثیرة ومُتنوعة في ھذا العصر، ساھمتْ كلھا
في أنْ تأخُذ الكتابة شكلھا النِّھائي الَّذي نستعملھ حتى الآن.
ھذه الظُّروف نذكُر منھا:
-1 الإمبراطوریة العباسیة تُسیطر على كل الشرق الأدنى
القدیم: من المغرب غربا إلى حُدود الھِنْد شَرقا.
-2 ھذه الرقعة الجغرافیة ھي الَّتي عرَفتْ أعرق الحَضارات
الإنسانیة.
-3 التُّجار المُسلمین یُسیطرون تقریبا على كل الطُّرق
التَّجاریة.
-4 نقَل ھؤلاء التُّجار تِقْنیة صِناعة الورق من الصِّین ونشروھا
في العالَم الإسلامي. والورق یُساعد على تطوُّر وانتشار الكِتابة
والمَكتوب.
-5 وجود إرادة سیاسیة قویة لنشر العلم والاستفادة من الحضارات
السَّابقة ابتداء من عھد الخَلیفة "الم_______أمون" العبَّاسي.
-6 بفضل ھذه الرِّعایة السیاسیة، ترجم العرب والمُسلمون،
وفي أقلَّ من مِئة سنة، كلَّ العُلُوم الَّتي كانت مَعروفة في ذلك
الوقت عند كل الأمم.
-7 ابتداء من ھذا العصر، بدَأ العرب والمُسلمون یُدَوِّنُونَ كلَّ
شيء عن تاریخھم. وھذا العصر یُعْتَبَرُ بحق بِدایة "عَصْر
التَّدْوین" أيْ بدایة التحوُّل من الثَّقافة الشَّفَوِیَّةِ إلى الثَّقافة
الكِتَابِیَّة.
-8 اِنتشار عدد كَبیر جدا من المَكتبات والورّاقین في كل أنحاء
الإمبراطوریة.
لكن ھذه الجُھود وھذه الظُّروف تَبقى بدون أیة قِیمة مادامتْ
اللُّغة الَّتي سنُترجم إلیْھا لا یفھَمھا أكبر عدد مُمكن من الناس،
وكِتابتھا لا تزال تطرَح مشاكِل كَثیرة لمُستعملیھا. إنَّ كل ھذه
الظُّروف المُساعِدة لا تُساوي شيء بدون لغة مَكتوبة بشكل
مُوحَّد ومَفھومة من الجَمیع. ھذا ھوالسَّبب الَّذي جعل العُلماء
یھتمُّون، أوَّلا وقبل كُل شيء، باللُّغة لأنَّھا عِماد كل ثَقافة.
ھذا التحوُّل في الثَّقافة العربیة من الشَّفَوي إلى الكِتابي كان
مُستحیلا بدون حل مُشكلة "الإعجام" وإعطاء حل نِھائي لمُشكلة
الشَّكل / النقط. في الفَقرتیْن التالِیتیْن سنتطرَّق إلى ذلك مع
تَقدیم فَقرة "الإعجام" على فَقرة " الشَّكْل" لأسباب "دیداكتیكیة"
مَحضة.
أ- الإِعْجَام.
إذا أخذنا القاموس وبحثنا عن مَعنى كلمة "إِعْجَام" فإنَّنا سنجد:
= الإعجام: إِزَالَةُ الغُمُوضِ. وَھُومَصْدَرٌ عَلى وَزْنِ " إِفْعَال " =
أَعْجَمْتُ الْكِتَابَ: وَضَّحْتُھُ وأَزَلْتُ غُمُوضَھُ. = المُعْجَمُ=
ھوالقَامُوسُ الَّذِي یَشْرَحُ مَعْنَى الكَلِمات. = الأَعْجَمِي: غَیْرُ
وَاضِحِ النُّطْقِ وَالْكِتَابَةِ. = والفِعْلُ ھوأَعْجَمَ وعَكْسُھُ إِسْتَعْجَمَ أيْ
أصْبَحَ مُسْتَغْلَقًا غَیْرَ مَفْھُومٍ. ونَقُولُ: إِسْتَعْجَمَ الْكِتَابُ أي
إِسْتَغْلَقَ ولَمْ یُفْھَمْ.
الإعجام في القاموس ھوالإیضاح والتَّفسیر. وفي الاصطلاح یَعني
وضْع النُّقط فوْق أوتحت الحُروف ذات الرَّسم المُتشابھ لتمییزھا
من بعضھا. بھذه الطَّریقة وحدھا حافَظت الكِتابة العربیة على
نفس رسْم الحروف الأربعة عشر، وضاعَفتھا بفضْل نُقَطِ
الإعجام.
فعندما كَثُرتِ الْكِتابة وانتشر المَكتوب أصبحتْ الأخطاء في
القِراءة شائِعة بكثرة. لا نقصد خطأ في إعراب الكلمة وتغییر
حَركة آخِر حرف فیھا، بل الخطأ في قراءة الكلمة نفسھا أيْ ما
یُعْرَفُ ب "التَّصْحِیف". وقد احتفظت لنا كُتُبُ التاریخِ ببعض
النماذج من "التَّصحیف" ومنھا ما أدّى إلى مآسي إنسانیة.
سنورد مِثالیْن فقط:
- المِثال الأوَّل: حادِثة وقعتْ في عھد الخَلیفة "عُثْمَان بن عَفَّان"
الَّذي عیَّن حاكِما على مِصر. وفي رِسالة تَعیینھ جاءت الكلمة
بدون نقط الإعجام في الجُملة التالیة:" إذَا جَاءَكُمْ رَسُولي
فاقْبَلُوهُ" ولكن الناس قرؤُوھا: "فاقْتُلُوه". وھكذا تسبب غِیاب
نُقط الإعجام في قِراءة خاطئة وقتْل رجل بريء.
- المِثال الثاني: وقع في عھد الخَلیفة الأُمَوي سُلَیْمان بْن عَبْد
الْمَلِك (تُوفِيَ 99 ھ / 718 م). ففي ردِّه على رِسالة من حاكِم
یستشیره في مَجموعة من تِسْعة مَساجین، جاءت الكلمة
التالیة :" " بدون نُقط الإعجام في الجُملة التالیة: " أنْ
احْصِ المُخَنَّثِین" فقرأھا الكاتِب " أنْ اخْصِ المُخَنَّثِینَ "
فأخْصاھُم 9 الحاكِم. وھكذا أیْضًا تسبَّب غِیاب نُقط الإعجام في
قِراءة خاطِئة
وفي مأساة إنسانیة.
وإذا كان ھذا الحال في رسائل لا تتجاوز عادة صَفحة واحدة، فإنَّ
كِتابا مِثل "المُصْحَف" على الرَّسم العُثماني، أي بدون نُقط
الإعجام ولا حركات سیُؤَدِّي بدون شك إلى أخطاء كَثِیرة جدا في
القِراءة، خُصوصا عند أولئك الَّذین لا یحفظُونھ. وباعتباره
الكِتاب المُقَدَّسَ والأكثر قِراءة، فإنَّ مِثْل ھذه الأخطاء لا یُمكن
قُبولھا.
العصر العباسي الأوَّل سیعرِف الظُّھُور المُنظَّم لنُقط الإعجام
والاستمرار في استعمالھا إلى الیوْم. وھكذا كانت النَّتیجة الأُولى أنَّ
9 Castrer :    
الخلْط لم یعد مُمكنا بیْن الحُروف المُتشابھة في الرَّسم.
وأصبح مُمكنا التَّمییز وبسُھولة، بین الحاء والخاء والجیم
...إلخ. والنَّتیجة الثانِیة كانت، ھي إعادة تَرتیب الحُروف
العربیة حیث أصبحتْ كما نعرِفھا الیوم.
والسؤال الَّذي یطرَح نفسھ على بحْثنا التاریخي ھذا ھو: ھل
كان الإعجام مَوجودا في العربیة قبل العصر العبَّاسي؟ الجواب
ھو" نعم ". فبالرّغم من كَوْن النبطیة لا إعجام فیھا، فإنَّ
العربیة عرفتْ نُقط الإعجام رُبَّما بتَأثیر من السُّریانیة
أوالعبریة.
ففي العصر الجاھِلي، ومن خلال الشَّعر نعرِف أنَّ الإعجام كان
یُسَمَّى " الرَّقْشُ". وفي زمن النبي كان الإعجام مَعروفا تحت
نفس الاسم " الرَّقش". ففي رِوایة عن مُعَاوِیَة بن أَبِي سُفْیَان" جاء
فیھا: " كَتَبْتُ بیْن یَدَيْ رَسُولِ اللھ فقال لي: "یا مُعَاوِیة أُرْقُشْ
كِتابكَ" فقلتُ "وما رَقْشُھُ یا رَسُولَ الله؟" فقال :" أَعْطِ كُلَّ حَرْفٍ مَا
یَنُوبُھُ من النُّقَطْ". وفي العھد الرَّاشِدي وصلتْنا بردِیات مُعجَمة
بشكل جُزئي أيْ بعض الحُروف ولیس في كُلِّھا. وفي العصر
الأموي یظھَر الإعجام بشكل واضِح في شاھِدة سد مُعاویة الَّتي
تَعود إلى سنة 58 ھ / 678 م وكذلك في نقْش قُبة الصخرة. ولكنھ
في الوَثیقتین لا یخضَع لنِظام مَضْبوط. فھوفي بعض الحُروف
في بعض الكَلمات ولیس في كُلِّھا.
وحتى في العصر العباسي كان الإعجام یُستعمل فقط في
بعض الكلمات الَّتي تُؤَدِّي إلى الغُموض. وكان الناس الَّذین
یُحسنون القِراءة والكِتابة یكْرھون الإعجام. وكان إرسال رِسالة
بھا نُقَط الإعجام، یُعْتَبَر شكًا في مَقدُرة القارئ على القِراءة
السَّلیمة. وبقِي أغلبیة العُلماء یكرَھون إعجام المَصاحِف
العُثمانیة وعلى رأسھم الإمام "مَالِك بن أَنَس". لكنَّ الناس
العادِیین، وھم الأغلبیة، كانوا یُحِبُّون الإعجام في الكِتابة
ویبحَثون عن السُّھولة. وھكذا كان ھناك نوْعان من المَصاحِف
یستعملھا حتى المُتخصِّصون في الدِّراسات القُرآنِیة. مَصاحِف
مُعْجَمَة ومَشكولة یستعملونھا لتَعلیم الناس. ومَصاحِف بلا
إعجام ولا شكل یستعملونھا فیما بیْنھم. واستمرّتْ ھذه
الوَضْعِیَّة حتى القرن الخامِس الھجري الحادي عشر المِیلادي.
وباستثناء ذلك فإنَّ الناس لم ینتظروا الضوء الأخضر من أحد
حتى یسھِّلوا على أنفسھم الفھْم والقِراءة.
إنَّ استعمال الإعجام بكثرة في العصر العباسي كانت لھ نتائج
حاسمة في الوُصول إلى الخُطوة النھائیة في تاریخ تَبسیط
الكِتابة العربیة. فالإعجام ھومن سیُطیح بالشَّكل / النَّقْط على
طَریقة أبي الأسود. ومن سیَقُوم بذلك ھوالعالِم الكَبیر الخَلیل
بن أَحْمَد الفَرَاھِدِي. وھوما سندرُسھ في الفقرة التالیة.
ت - الشَّكْلُ : الْخَلِیلُ (توفي 175 ھ/ 792 م) والْحَلُّ النِّھَائِي.
إنّ كثرة اِستعمال الإعجام في الكِتابة أظھر بوُضوح شَدید
مَحدودیة الحُلول الَّتي طرَحھا "أبوالأسود". فطریقتھ في
الشكل عن طَریق وضع نقطة أونُقطتین فوق أوتحت أوعلى
یسار الحرف أصبحتْ عائقا بدلا من أنْ تَكون حلا. وبشكل
مُبسَّط فلنتصوَّرْ ما یلي:
- حرف الثاء أصبح یُكتَبُ، بعد الإعجام، بثلاث نقط فوقھ. فإذا
جاء بضمَّتین في آخِر الكلمة فھما نُقْطَتان أُخْریتان على
طَریقة أبي الأسود: في ھذه الحالة ھذا الحرف ستكون فوْقھ
خمسُ نُقط. نفس الشيء بالنِسبة لحرف الشِّین. فكم من
المِساحة یجب أنْ نترُك بین الأسطر؟ في زمن الورق فیھ ثمنھ
مُرتفِع جدا.
- حرف التاء أصبح یُكْتَبُ، بعد الإعجام، بنُقطتین فوقھ. فإذا
جاء بالفتحة أضَفنا لھ نُقطة أخرى على طَریقة أبي الأسود.
وفي ھذه الحالة لا یُمكن أنْ نُمیِّزه عن الثاء.
- حرف الباء أصبح یُكْتَبُ، بعد الإعجام، بنُقطة واحِدة تحتھ. فإذا
جاء بكَسرة أضفنا لھ نُقطة أُخْرى على طَریقة أبي الأسود. وفي
ھذه الحالة لا یُمكن أنْ نُمیِّزه عن الیاء.
- حرف النون أصبح یُكْتَبُ، بعد الإعجام، بنُقطة واحِدة فوقھ.
فإذا جاء بالفتحة أضَفنا لھ نُقطة أخرى على طَریقة أبي الأسود.
وفي ھذه الحالة لا یُمكن أنْ نُمیِّزه عن التاء. وإذا جاء بفتحتین
لا یُكمن أنْ نُمیِّزه الثاء...
ولكي لا نُطیل فواضِح جدا من ھذه الأمثلة أنَّ الجمع بیْن
الإعجام والشكل على طَریقة أبي الأسود، یطرَح مَشاكل جَدیدة
أكثر مما یطرَح من حُلول. وأنَّ اللُّجوء إلى الألوان للتَّمییز بین
نُقط الإعجام ونُقط الشكل سیجعَل ثَمن الكُتُب مُرتفِع جدا ولن
یستطیع الناس أن یشتروھا. لقد أدَّى انتشار الإعجام إلى
الإسراع بانحصار اِستعمال طَریقة أبي الأسود في الشكل وإلى
موتھا وإنْ بقِیتْ مُستعمَلة في المَصاحِف إلى القرن الخامِس
الھجري الحادي عشر المِیلادي.
آخِر مُحاولة لإختراع طَریقة في "شكْل" الكِتابة العربیة ھي
طَریقة الخَلیل. فھوالَّذي اخترع رسم الضمة والفتحة والكسرة
والوصلة والشدة والسكون والمد وكذلك الھمزة. أيْ كل الحركات
الَّتي لاَ زِلْنَا نستعملھا إلى الیوم. ولم یتوقف الخَلیل عند ھذا
الإختراع العملي بل كتَب كِتابا في المَوضوع وسمَّاه " كِتَابٌ في
النَّقْطِ وذِكْر عِلَلِھِ" شرح فیھ كل شيء عن مَشروعھ.
-1 الضَّمَّةُ: ھي واوصَغیرة تُكْتَبُ فوق الحرف.
-2 الفَتْحَةُ: ھي ألف صَغیرة تُكْتَبُ أُفُقِیا فوق الحرف.
-3 الكَسْرَةُ: ھي یاء صَغیرة تُكْتَبُ تحت الحرف.
-4 السُّكُونُ: قبْل الخَلیل، كان یُكْتَبُجِیمُ صَغیر فوق الحرف.
أيْ أول حرف من كلمة "جَزْم " الَّتي تَعني السكون. لكن الخَلیل
فضَّل أنْ یأخُذ آخِر حرف من نفس الكلمة، وھوالمیم، ویُزیل
منھا العَرَّاقة، أيْ الجزء المَكتوب تحت السطر. وھكذا حصَل
على صِفْر صغیر وضَعھ فوق الحرف.
-5 الشَّدَّةُ: لقد أخَذ الخَلیل أول حرف في كلمة " شدة" وصغَّره
وأزال نقطھ الثلاث وعَرّاقتھ ثمّ وضعھ كعلامة فوق الحرف.
-6 الوَصْلَة: وتُسَمَّى أیضا " الصِّلَة". فلقد أخذ الخَلیل أول حرف
فیھا( ص ) وصغَّره ثم وضعھ فوق الحرف.
-7 المَدُّ: أخَذ الخَلیل كلمة " مد" وأزال منھا حرف المیم
والجزء الأسفل من حرف الدَّال واحتفظ بالباقي كعلامة.
-8 الھَمْزَة: لقد أخَذ الخَلیل حرف العین ( ع) وأزال منھ العَرَّاقَة،
أي الجزء المَكتوب تحت السطر، واحتفظ فقطْ بالباقي ( ء )
واستعملھ كعلامة. ولقد اختار حرف العین لتقارُب نُطْقھ مع
نُطْق الھمزة.
یلخِّص أبوعَمْروالدَّانِي جزء من عمَل الخَلیل في ھذه الفقرة من
كِتابھ "المُحْكَمْ في نَقْط القرآن" ص 7 بقوْلھ: "الشَّكْلُ الَّذِي فِي
الْكُتُبِ (ھُوَ) مِنْ عَمَلِ الْخَلیل، وھومَأْخُوذٌ من صُوَرِ الْحُرُوفِ.
فالضَّمَّةُ وَاوصَغِیرةٌ في أَعْلَى الْحَرْفِ لِئَلاَّ تَلْتَبِسَ
بالوَاوالمَكْتُوبَةِ. والكَسْرَةُ یاءٌ تَحْتَ الْحَرْفِ، والْفَتْحَةُ أَلِفٌ
مَبْطُوحَةٌ فَوْقَ الْحرْفِ"
وإذا كانت الكِتابة العربیة قد أصبحتْ واضِحة، بفضْل الشكل
والإعجام، فھذا لا یَعني أنَّ استعمال الناس لھما كان في مُدة
قَصیرة، بل تطلَّب ذلك عشرات السنین. ویَبقى السؤال ھوكیْف
یُمكن أنْ یفھَم ویكتُب الناس لُغة بدون نحو؟ تاریخ
النحوھومَوضوع الفصل الثاني من ھذا البحْث.
ملاظة:
ھذه اللوحات المرافقة لھذه الدراسة كنا قد وعدناكم بھا وھا ھي ذي نقدمھا لكم تتمیما للدراسة.




0 komentar:

Posting Komentar

أهلا وسهلا في رحاب الآداب العربية مع حليمي زهدي.